: : : لا تعطي الدببه وجه !! : : :

كان يوماً رائعاً من أيام الشتاء ، لا أدري لما وصفته بالرائع مع أني أرتعش من شدة البرد ، لا المكيف ينفع في تخفيف حدة البرودة ، ولا الفروة التي قلبتني دباً قطبياً تدفء، ولكنها أيام الشتاء لا تجد أحداً إلا ويحبها !
خرجت من منزلي لإدرك مصرف الراجحي قبل أن يغلق أبوابه ، فقد أثاروا حفيظتي بخصمهم خمس ريالات من رصيدي ، حسناَ لأتوقف هنا معك ، هل دار في خلدك أني بخيل ، لا يا سيدي لست بخيلاً و إنما كانت هذه الخمس ريالات رأس المال في ذلك الوقت ، و بالتأكيد أنا رافع رأسي لأني سعودي !!

المهم ليس لك في الإطالة التي لا فائدة منها ، توقفت عند الإشارة إذ بي أسمع موسيقى صاخبة تنبعث من سمعات كوريلا موديلها 91 ، كانت تهتز لأن فيها شاباً بديناً ما فتئ يقلب رأسه الصغير ذات الشمال و اليمين، وبجهد جهيد تعلو شحمة وجهه ضحكة فاترة، شعرت بدمه وهو يتحرك في جسده بعناء من أجل انقاذ زوائده من التعفن خاصة أماكنه الحساسة فأعتقد أنه مضى زمن وهو يدور بالسيارة!، كنت أتأمل مشهده وهو ينخض!، فجال في نفسي أن هذا الشاب ما هو إلا بقرة فرت من شركة الصافي فهي قريبة منا ، نظر إلي بعينين صغيرتين تحكي معانة الزحمة التي يعيش فيها هذا الشاب ، و أظنه غمز لي بغمزة تحرك لها خده الأيسر ، ثم أخرج من النافذة فخذه عفواً يده و بدأ يحاول جاهداً أن يهزها ليرقص العرضة السعودية ، اعتقدت أنه من الذوق أن أرد عليه بغمزة و أخرج يدي من النافذة و أشاركه الرقص ، خاصة و أن تقليعات الشباب السعودي لا تتوقف فكل يوم لهم ورد معين ، حسناً! بالفعل شاركته الرقص ولما مضى دقيقة شعرت فيها بأني تافه، خاصة والناس من حولنا يخرجون الجوالات للتصوير ، و لا أريد أن أدخل السعادة على متصفحي اليوتيوب ، عندها توقفت و أعدت ترتيب نفسي و وضعت يدي على مقود السيارة لأكون مواطناً صالحاً ما يقل أدبه في الشوارع، فجأت تغير وجه صاحبي و أطفأ المسجل ثم أخرج يده من النافذة تباً! يبدو إنه يحمل شيئاً ما، حسناً! اقتحمت نافذتي لتو علبة لبن مفتوحة أحالت السيارة إلى مزبلة !
أتعلمون مالذي أغاضني هو أن اللبن بارد جداً، و المصرف أغلق أبوابه ،و لا أملك قوة الثور لأنزو على هذه البقرة!
احتراماتي للدببه جميعاً ما خلا هذا الدب اللعين ، فأعلم أن كثيراً من الدببه ينشرون البسمة في كل مكان ، و طول حياتهم يعانون من لمز أقرانهم في المدرسة: الدبه طاحت في البير ، فأصبحوا لا يهتمون للساخرين و يعيشون حياتهم بالتطنيش ، كم هم سعداء !!

: : : لا تعطي الدببه وجه !! : : : Blushing

: : : لا تعطي الدببه وجه !! : : : Blushing